تراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية يوم الأربعاء لتعمق خسائرها لليوم ‏الثالث على التوالي ،ليسجل الخام الأمريكي أدنى مستوى فى أربعة أسابيع ‏وخام برنت أدنى مستوى فى ثلاثة أسابيع بسبب تصاعد المخاوف حيال ‏الطلب العالمي.‏

ويطغي تأثير ذلك على بيانات أولية لمعهد البترول الأمريكي ،أظهرت ‏انخفاض مخزونات الخام فى الولايات المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي ‏، ويترقب المتعاملون فى وقت لاحق اليوم ، البيانات الرسمية للمخزونات ‏ضمن التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الأمريكية.‏

انخفض الخام الأمريكي بنسبة 1.6% إلى مستوي 78.28$ الأدنى منذ 24 ‏تموز/يوليو الماضي ، من مستوى الافتتاح عند 79.58$، و سجل أعلى مستوي عند ‏‏79.86$ ، وتراجع خام برنت بنسبة 1.5% إلى مستوي 82.67$ الأدنى منذ 3 ‏آب/أغسطس الجاري ، من مستوى الافتتاح عند 83.90$ ، وسجل أعلى مستوي عند ‏‏84.20$.‏

عند تسوية الأسعار يوم الثلاثاء ،فقد الخام الأمريكي نسبة 0.7% ،وانخفض ‏خام برنت بنسبة 0.75% ، فى ثاني خسارة يومية على التوالي ،بسبب ‏الضائقة الاقتصادية فى الصين.‏

تتوالي البيانات الاقتصادية الضعيفة فى أوروبا والمملكة المتحدة والصين ، ‏والتي تظهر أن الاقتصاد العالمي يعاني من ضعف واضح خلال النصف ‏الثاني من هذا العام ،الأمر الذي من المتوقع أن يؤثر سلباً على مستويات ‏الطلب العالمي على الوقود.‏

فى أوروبا أظهرت بيانات اليوم ،تعمق ركود قطاع الصناعات التحويلية مع ‏انكماش مفاجئ فى قطاع الخدمات خلال آب/أغسطس ،فى أحدث ‏المؤشرات الدالة على ركود الاقتصاد الأوروبي خلال النصف الثاني من هذا ‏العام.‏

وفى لندن أظهرت بيانات تعمق انكماش كلا من قطاعي الصناعات ‏التحويلية والخدمات خلال آب/أغسطس ،موضحة اتجاه اقتصاد المملكة ‏المتحدة إلى الركود السريع خلال النصف الثاني من هذا العام.‏

النشاط الاقتصادي البطيء في الصين أدى إلى إحباط الأسواق بعد انتهاء ‏مفعول إعادة فتح الاقتصاد بعد تخفيف قيود كوفيد-19 ،وفى الوقت الذي ‏تعهدت فيه السلطات الصينية فى دعم التعافي لم يرتقي التنفيذ الفعلي ‏حتى الآن إلى مستوي التوقعات.‏

ولعل أكبر مثال على ذلك ،قيام بنك الشعب الصيني أمس الاثنين بخفض ‏سعر الفائدة الأساسي على القروض لمدة عام بنحو 10 نقطة أساس من ‏‏3.55% إلى 3.45% ،وكانت الأسواق تتوقع خفض 15 نقطة أساس.‏

وفى الولايات المتحدة يتجه البنك الاحتياطي الفيدرالي للاحتفاظ بأسعار ‏الفائدة الأمريكية مرتفعة عند مستوياتها التاريخية لأطول فترة ممكنة ، ‏الأمر الذي من المتوقع أن يؤثر سلباً على الأنشطة الاقتصادية فى أكبر بلد ‏مستهلك للوقود فى العالم.‏

فى بيانات أولية أعلن معهد البترول الأمريكي ليل الثلاثاء انخفاض ‏المخزونات التجارية فى البلاد بحوالي 2.4مليون برميل خلال الأسبوع ‏المنتهي فى 18 آب/أغسطس ، فى ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي ، ‏أقل من توقعات السوق انخفاض بنحو 2.9 مليون برميل.‏

وعلى حسب تلك البيانات انخفض إجمالي مخزونات الخام فى الولايات ‏المتحدة إلى 448 مليون برميل ،كأدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي فى 6 ‏كانون الثاني/يناير الماضي ، فى علامة إيجابية لمستويات الطلب والسحب ‏فى أكبر مستهلك للوقود فى العالم.‏